حرف ومهن الأنبياء عليهم السلام

حرف-ومهن-الانبياء

العمل والكسب الحلال من أسمى القيم التي أرساها الإسلام، ولم يكن الأنبياء والرسل عليهم السلام مجرد دعاة للدين، بل كانوا قدوة في العمل والحرفة والإتقان. هذا المقال يستعرض حرف ومهن الأنبياء التي امتهنوها إلى جانب رسالتهم النبوية.

جدول مهن الأنبياء والأدلة عليها

النبي عليه السلام المهنة الدليل الشرعي
آدم عليه السلام 🌾 الزراعة والفلاحة ذكر في كتب التراث أنه أول من عمل بالزراعة
إدريس عليه السلام 🧵 الخياطة ذكر الشيباني في “كسب الأنبياء” أنه كان خياطًا
نوح عليه السلام 🔨 النجارة “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” (هود: 37)
إبراهيم عليه السلام 🏗️ البناء والتجارة “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ” (البقرة: 127)
إسماعيل عليه السلام 🎣 الصيد ذُكر في كتب السيرة أنه كان صيادًا ماهرًا
يوسف عليه السلام 💰 إدارة المالية “قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ” (يوسف: 55)
موسى عليه السلام 🐑 رعي الأغنام “وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي” (طه: 18)
داود عليه السلام ⚒️ الحدادة “وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ” (سبأ: 10)
سليمان عليه السلام 🧪 صناعة المكاييل ذكر الثعالبي أنه أول من صنع الصابون
زكريا عليه السلام 🔨 النجارة “كان زكريا نجارًا” (رواه مسلم)
عيسى عليه السلام ⚕️ الطب “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ” (آل عمران: 49)
محمد ﷺ 🐑💼 رعي الأغنام والتجارة “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم” (رواه البخاري)

تفصيل مهن الأنبياء الكرام

سيدنا آدم عليه السلام: رائد الزراعة الأول

كان سيدنا آدم عليه السلام أول من امتهن الزراعة، حيث عمل على حرث الأرض وزراعتها وصنع المعدات الزراعية التي يحتاجها. هذه المهنة تحمل رمزية عظيمة، فالزراعة هي أساس الحضارة الإنسانية وبداية التطور البشري على وجه الأرض.

سيدنا إدريس عليه السلام: أول الخياطين

ذكر الشيباني في كتابه “كسب الأنبياء” أن إدريس عليه السلام كان يعمل بالخياطة. وكان الناس قبله يلبسون جلود الحيوانات، فطور سيدنا إدريس هذه الصناعة ليخيط الثياب بالإبرة، مما جعله رائدًا في مجال النسيج والخياطة.

سيدنا نوح عليه السلام: النجار الماهر

النجارة كانت مهنة سيدنا نوح التي أهلته لصناعة السفينة العظيمة. قال الله تعالى في سورة هود: “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ”، وهذا يدل على إتقانه لمهنة النجارة والبناء البحري.

سيدنا إبراهيم عليه السلام: البناء والتاجر

امتهن سيدنا إبراهيم مهنتين: البناء والتجارة. فقد بنى الكعبة مع ابنه إسماعيل، لقوله تعالى: “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”. كما عمل في تجارة الأقمشة، مما جعله مثالاً للنبي العامل المتنوع المهارات.

سيدنا يوسف عليه السلام: الوزير المالي

تولى سيدنا يوسف منصب وزير المالية في مصر، وكان متخصصًا في إدارة الموارد والتخزين. قال تعالى: “قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ”، وهذا يظهر خبرته في الإدارة المالية والاقتصادية.

سيدنا موسى عليه السلام: راعي الأغنام

عمل سيدنا موسى عليه السلام بمهنة رعاية الأغنام، وقد ذكر الله ذلك في القرآن الكريم: “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى”. هذه المهنة علمته الصبر والحكمة والقيادة.

سيدنا داود عليه السلام: الحداد المبدع

كانت الحدادة معجزة سيدنا داود ومهنته. قال الله تعالى: “وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ”. كان يلين الحديد بيديه ويصنع منه الدروع والأسلحة.

سيدنا سليمان عليه السلام: صانع المكاييل

روي أن سيدنا سليمان كان يصنع المكاييل، وذكر الثعالبي أنه كان أول من عمل في صناعة الصابون. هذا يدل على براعته في الصناعات الدقيقة والحرف المتخصصة.

سيدنا زكريا عليه السلام: النجار المتدين

ثبت في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كان زكريا نجارًا”، وهو الذي تكفل برعاية السيدة مريم عليها السلام، مما يدل على تواضعه وحسن خلقه.

سيدنا عيسى عليه السلام: الطبيب المعجز

كانت مهنة سيدنا عيسى عليه السلام التطبيب والمداواة، كما جاء في قوله تعالى: “وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ”. فقد وهبه الله القدرة على شفاء المرضى بإذنه تعالى.

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: الراعي والتاجر

بدأ النبي صلى الله عليه وسلم حياته العملية براعي الأغنام، ثم انتقل إلى التجارة بعد زواجه من السيدة خديجة. وقد قال عليه الصلاة والسلام: “ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم”، مما يؤكد أهمية هذه المهنة في تربية الأنبياء.

الحِكم من عمل الأنبياء

تعليم التواضع والجد

روى البخاري في صحيحه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله: “ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده”. هذا الحديث يؤكد أهمية العمل والكسب الحلال في الإسلام.

القدوة في الإتقان

الأنبياء لم يكتفوا بالعمل فحسب، بل كانوا مثالاً في الإتقان والأمانة. فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يُلقب بـ”الصادق الأمين” حتى قبل البعثة، بسبب إتقانه لعمله وأمانته في التجارة.

تعمير الأرض

العمل في الإسلام يُعتبر جزءًا من تعمير الأرض، كما قال الله تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ”.

الدروس المستفادة من مهن الأنبياء

تنوع المهن

من الملاحظ أن الأنبياء امتهنوا مهنًا متنوعة: من الزراعة إلى الصناعة، ومن التجارة إلى الطب، مما يدل على أن الإسلام يقدر جميع المهن الشريفة.

الجمع بين الدعوة والعمل

الأنبياء أثبتوا أنه يمكن الجمع بين الدعوة إلى الله والعمل الدنيوي، وأن كلاهما يكمل الآخر في بناء المجتمع الصالح.

الإتقان والأمانة

كل نبي كان مثالاً في إتقان مهنته، مما جعل الناس يثقون فيهم حتى قبل دعوتهم، وهذا درس مهم لكل مسلم في عمله.

المهن الأكثر انتشارًا بين الأنبياء

رعي الأغنام: مدرسة القيادة

قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ”. هذه المهنة علمت الأنبياء:

  • الصبر والحلم
  • الشفقة والرحمة
  • القيادة الحكيمة
  • التأمل في خلق الله

التجارة: مدرسة الأمانة

عمل بالتجارة كل من النبي محمد وسيدنا إبراهيم، وهذه المهنة علمتهم:

  • الأمانة في التعامل
  • الصدق في البيع والشراء
  • التعامل مع مختلف الناس
  • إدارة الأموال بحكمة

الحرف اليدوية: مدرسة الإتقان

الحرف اليدوية مثل النجارة والحدادة والخياطة علمت الأنبياء:

  • الصبر والمثابرة
  • الإتقان والدقة
  • الإبداع والابتكار
  • الاعتماد على النفس

خاتمة: الدروس العملية للمسلم المعاصر

مهن الأنبياء تقدم لنا دروسًا عملية مهمة:

  1. احترام جميع المهن الشريفة: لا توجد مهنة أشرف من أخرى طالما كانت حلالاً
  2. الإتقان في العمل: العمل عبادة يجب أداؤها بإتقان
  3. الأمانة والصدق: أساس النجاح في أي مهنة
  4. التوازن بين الدنيا والآخرة: العمل للدنيا لا يتعارض مع العبادة
  5. التطوير المستمر: الأنبياء طوروا مهنهم وأبدعوا فيها

إن دراسة مهن الأنبياء تكشف لنا أن الإسلام دين شامل يهتم بجميع جوانب الحياة، وأن العمل الشريف جزء لا يتجزأ من التدين الصحيح. فلنقتد بهؤلاء العظماء في عملنا ومهننا، ولنجعل من مهنتنا وسيلة للتقرب إلى الله وخدمة البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top